(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
الدخول في لب الوجود وحقيقته الواقعية( ليس التخيلية أو الذهنية ) يستلزم معرفة أمرين أساسين غفلا عنهما الباحثين عبر كل العصور.
والسؤال ؟
أين يكمن سر لب الوجود؟
يستحيل الدخول في لب الوجود إلا بمعرفة أمرين أساسين وضرورين ومتلازمين في آن واحد وهما : الهيئة والصورة .
كل من جهل هيئة الوجود وصورته لا يمكنه الدخول في لبه؟
جاء في كتاب الأسوس :
قال السائل:فكيف خلقه على هيئته؟ قال العالم:لأن هيئته الحياة والإرادة والنطق، فلو خلقه على خلاف هيئته كان لا حياً ولا ناطقاً ولا فاهماً ولا عالماً، وإنما خلقه بهذا لأنه علم أن الحي يفهم عن الحي والناطق يفهم عن الناطق إذا كان بلغته وجنسه.
وجاء في الرسالة المفضلية أيضا : ” .
وأظهر النور ضياء لم يبن منه وأظهر الضياء ظلا فأقام صورة الوجود في الظل والضياء وجعل باطنه الضياء والنور”.
لا يعرف هيئة الوجود وصورته الحقيقيتان والواقعيتان إلا ألو الألباب؟.
الأمر في غاية البساطة لمن قربت روحه من المكان القريب، لكنه وهو كذلك في غاية التعقيد والغموض لمن ، كان بعيدا ومغيبا عن المكان القريب أيضا.
لمعرفة هيئة الوجود يجب أن تعرف المكان والزمان.
لمعرفة صورة الوجود يجب أن تعرف صورة القائم بهيئة الوجود. بمجرد أن تعرف قصر الوجود هذا وصاحبه ستعرف ربك مباشرة ؟. المسألة بسيطة جدا جدا جدا ، وصعبة جدا جدا جدا.
إنها السهل الممتنع ؟.
مثلا الأشخاص الذين يرون المعادلة الرياضية التالية :
(1+1=1)
صحيحة هم وحدهم من سيدركون سر معرفة هيئة الوجود وصورته.
الأشخاص الذين يرون أن هذه المعادلة خاطئة كما يرونها خاطئة في الحساب هم أبعد ما يكون عن هيئة الوجود وصورته.
الخلاصة :
لكي تكون في لب الوجود والنقطة المكنونة يجب أن تكون في :
معرفة الميزان هي نفسها معرفة عالم الاستواء الذي نفخت فيه روح آدم وهو نفسه المكان القريب محمد الاسم ، وهو نفسه المكان المنبسط الذي يكون به الميزان ميزانا ،فعلم الرياضيات التي تفسر به كل التصورات والنظريات العلمية الواقعية والخيالية هو الميزان الذي سبقه عالم الاستواء فلولا الاستواء لما كان لعلم الرياضيات أي وجود على الإطلاق.
لا يتم دخولك إلى اللب إلا بمعرفة الأبعاد الحقيقية للوجود .
جاءت الأرض المسطحة ( المكان المنبسط = الاستواء ) لتعرف هيئة الوجود، فالعارف بالهيئة الحقيقية للوجود هو العارف بالصورة الحقيقية له أيضا ، الصورة المرئية .
يقول مولانا الصادق منه الرحمة في بداية الرسالة المفضلية (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ )) 190 ال عمران
وسؤالنا لماذا جاء مولانا الصادق منه الرحمة بهذه الآية في بيان صورة الوجود الصورة الأنزعية ؟
الجواب :
كل من لا يعرف هيئة الوجود لا يمكنه معرفة صورته.
كل من لا يؤمن بالمكان( الأرض المسطحة )) لا يمكنه أن يعرف صورة الوجود.
من لا مكان له لا قرار له .
من لا قرار له لا لب له ؟
كل من لا لب له لا وجود له ، وإن( اعتقد= اشك ) ذلك في وهمه.
صاحب الأمر سيدعو إلى أمر من أقر به نجا ، ومن أنكره كفر .
فما هو هذا الأمر ؟.
ستكون النجاة في هذا الأمر ويكون الكفر فيه أيضا.
المسألة إذن في غاية الخطورة ؟ .
كل الأنبياء دعوا أقوامهم لأمر أنكروه ، لهذا جاء العقاب الإلهي مباشرة .
كذلك سيدعو صاحب الأمر في آخر الزمان ، ((آخر الزمان هو في مسار الدعوة الإلهية هو ما بعد البعثة النبوية))، إلى أمر سينكره كل من يعتقد أنه مؤمن بالدعوة الإسلامية .
لماذا سيقع الإنكار حتى في صفوف كبار(علماء ) الأمة ؟؟؟.
لأن هذا الأمر لا علاقة له بالاعتقاد ؟؟.
الاعتقاد هو أمر مرتبط بالشك .
وهذا الأمر أمر مرتبط باليقين .
فمن لا علاقة له باليقين لا علاقة له بهذا الأمر.
تزامن ظهور الصورة المرئية والأرض المسطحة للاقتراب من المكان الأول والعهد الأول ، غير أن أصحاب المعتقدات المرتبطين بالسياسة والمذهبية أنكروا هذا الأمر ظانين أنفسهم أنهم في أرقى عقيدة على الإطلاق.
لماذا أنكروا ؟
أنكروا لأنهم ليسوا مؤهلين في أرواحهم لهذا الأمر العظيم .
كل من آمن بالصورة الأنزعية دون الأرض المسطحة لن يقر بهذا الأمر الذي سيدعو له صاحب الأمر.
وكل من آمن بالارض المسطحة وهو ناكر للصورة المرئية هو كذلك سينكر هذا الأمر.
إنه غربال آخر الزمان ؟
لا ينجو إلا من آقر بالصورة المرئية مع الأرض المسطحة ، ففي هذه المرتبة اليقينية يكون المؤمن أقرب ما يكون إلى *المكان القريب * والعهد القديم.