(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
قال مولانا الإمام الصادق منه الرحمة للمفضل عليه السلام برسالة المفضلية وشرح قوله تعالى:
هذا صراط على مستقيم، قال:
يا مفضل إن الصراط الذي ذكرته عامة من لا يعرفه وأنه أحد من السيف وأدق من الشعرة ، فحده علمه الخفي ، واستقامته الإقرار بتلك الصورة ، فمن أقر بتلك الصورة وعلم أنها ظاهر اللاهوت فقد استقام على الصراط الذي لا عوج فيه وعرف السرالخفي والنور المضيء.
عندما أظهرت الرسالة المفضلية في الفيس بوك كان من يناقشني فيها يؤمن في الصباح ويكفر في المساء يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ثم يصبح كافرا ويمسي مؤمنا مترنحا بين الكفر والإيمان .
لماذا يا ترى ؟ .
علم اللاهوت هو العلم الحقيقي الرابط بين المولى المعبود الحقيقي والعبد الحقيقي ( فالمتحقق به يصبح ربانيا صافيا على صراط مستقيم )) الذي سترته مجموعة المغطين الساترين العلوم الإلهية على عامة الناس.
الرسالة المفضلية عامة ما يسمون أنفسهم مؤمنين غير قادرين على تصديق ما جاء فيها ، وذلك لعلة سابقة خفية في أنفسهم لا داعي لذكرها في هذا المقام .
علم اللاهوت يدرس كيفية انتقال النور عبر الوحي إلى البشر.
من دخل في الصراط المستقيم وصدق بالصورة الأنزعية دخل في سر انتقال النور عبر الوحي إلى البشر.
لا يعرف هذا السر الخفي والنور المضيء إلا الفضلاء الأتقياء النحل التي تحتقرها النسور الجارحة بكلامها قبل فعلها.
لو علمت النسور ما تحمل النحل من علوم شافية لها لما احتقرتها.
الانتقال إلى عالم النور يتم عبر إدراك ومعرفة ثلاثة أمور أساسية كانت موضوع كتاب الأسوس الذي كتبه عشرة الاف حكيم في أقطار الأرض المبسوطة في عصر النبي سليمان سلام الله عليه وأعيد ترجمته وصياغته في عصر مولانا الإمام الرضا منه التحية والسلام .
وهي :
الشيء
الجسم
الصورة.
ينزل النور من الغيب المنيع والمغيب في صورة فتسمى صورة أنزعية ثم ينتقل هذا النور ( الضياء ) المتصور في الصورة إلى الجسمانية ثم إلى الشيئية فتتحقق مشيئته في الخلق والإبداع.
يقول المولى في القرآن (( ليس كمثله شيء )) ولم يقل ”ليس كمثله جسم ” ولم يقل ”ليس كمثله صورة”.
العامة من الناس ترى أن الصورة والجسم هي الأخرى أشياء.
والحكماء من البشر يرون أن الصورة والجسم لا يدخلان في خانة الشيئية فما قصة هذا الأمر؟؟؟.
الانتقال من المشيئة والخلق إلى الصورة الأولى قبل كل شيء هو ما عبر عنه في الحديث ب”السر الخفي والنور المضيء”.
الجسر الخفي الرابط بينك وبين مبدعك ومولاك هو صورة نورانية سبق وجودها كل الخلق.
الدخول في أسرارهذه الصورة لا يتم إلى عبر الايمان والتسليم للمشيئة السارية في الخلق ، فمن سلم سلم من الإعواج وصار في عالم الاستواء على قرب وروح من ربه.