(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
يقول مولانا الصادق منه الرحمة في بداية الرسالة المفضلية (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ )) 190 ال عمران
وسؤالنا لماذا جاء مولانا الصادق منه الرحمة بهذه الآية في بيان صورة الوجود الصورة الأنزعية ؟
الجواب :
كل من لا يعرف هيئة الوجود لا يمكنه معرفة صورته.
كل من لا يؤمن بالمكان( الأرض المسطحة )) لا يمكنه أن يعرف صورة الوجود.
من لا مكان له لا قرار له .
من لا قرار له لا لب له ؟
كل من لا لب له لا وجود له ، وإن( اعتقد= اشك ) ذلك في وهمه.
صاحب الأمر سيدعو إلى أمر من أقر به نجا ، ومن أنكره كفر .
فما هو هذا الأمر ؟.
ستكون النجاة في هذا الأمر ويكون الكفر فيه أيضا.
المسألة إذن في غاية الخطورة ؟ .
كل الأنبياء دعوا أقوامهم لأمر أنكروه ، لهذا جاء العقاب الإلهي مباشرة .
كذلك سيدعو صاحب الأمر في آخر الزمان ، ((آخر الزمان هو في مسار الدعوة الإلهية هو ما بعد البعثة النبوية))، إلى أمر سينكره كل من يعتقد أنه مؤمن بالدعوة الإسلامية .
لماذا سيقع الإنكار حتى في صفوف كبار(علماء ) الأمة ؟؟؟.
لأن هذا الأمر لا علاقة له بالاعتقاد ؟؟.
الاعتقاد هو أمر مرتبط بالشك .
وهذا الأمر أمر مرتبط باليقين .
فمن لا علاقة له باليقين لا علاقة له بهذا الأمر.
تزامن ظهور الصورة المرئية والأرض المسطحة للاقتراب من المكان الأول والعهد الأول ، غير أن أصحاب المعتقدات المرتبطين بالسياسة والمذهبية أنكروا هذا الأمر ظانين أنفسهم أنهم في أرقى عقيدة على الإطلاق.
لماذا أنكروا ؟
أنكروا لأنهم ليسوا مؤهلين في أرواحهم لهذا الأمر العظيم .
كل من آمن بالصورة الأنزعية دون الأرض المسطحة لن يقر بهذا الأمر الذي سيدعو له صاحب الأمر.
وكل من آمن بالارض المسطحة وهو ناكر للصورة المرئية هو كذلك سينكر هذا الأمر.
إنه غربال آخر الزمان ؟
لا ينجو إلا من آقر بالصورة المرئية مع الأرض المسطحة ، ففي هذه المرتبة اليقينية يكون المؤمن أقرب ما يكون إلى *المكان القريب * والعهد القديم.
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال:
تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة بعده، يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف أولئك المخلصون حقا، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا، وقال عليه السلام:
انتظار الفرج من أعظم الفرج.
الظهور يكون واقعا في العقول والأفهام والمعرفة وبعدها يقع الخروج ؟؟؟؟.
الامام النور الإلهي هو حاضر ظاهر بيننا لكن الناس هي الغائبة عنه ، فعندما تكبر عقولنا وأفهامنا ومعارفنا سنراه ظاهرا .
الظهور ليس متعلقا بشخص الامام ، الظهور هو مرتبط بدرجة وعي الناس وإدراكهم لهذه الحقيقة.
غيبة الامام تصبح حضورا ومشاهدة عندما تكبر فقط عقولنا وأفهامنا ومعارفنا ، عن طريق معرفة أنفسنا فهوية الانسان هي إيمانه بالغيب ، فمن آمن بالغيب صار باطنه في معرفة ربه أقوى من ظاهره.
فالذين سيمنحون الهوية الإلهية هم فقط من يعرفون ربهم بالنورانية.
فظاهر المولى وصية وإمامة وباطنه غيب منيع لا يدرك.
كل من بقي مع الظاهر يصبح مثل الفرق المتنازعة المختلفة عبر 14 قرنا .
ومن عرف الباطن ثقلت موازينه وخفي أمره وفاز بمعرفة ربه.