(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
في حــــــــــــــقيقة المــــــــــــــــــعـــــــــــــــنى
عن المعنى وما كونه وما صفته وهل هو صورة أم غير صورة؟:
الجواب:
أنه كان ولا كون معه، قديم أزل، فرد منشئ الأشياء لا شيء معه، جزء أصم لا يقع تحت الحروف ولا يوصف بموصوف ، وهو صورة وغير صورة، فإن قال قائل:
كيف هو صورة وغير صورة، نقول له:
إنه صورة إذا كان ظاهراً لخلقه كهم، وليس هو صورة في بطونه لأنه في قدمه لا يعلم ما هو إلا هو ولا يقع عليه التحديد والتصوير إلا في الظهور والغيبة والحضور.
فصل من كتاب الصراط:
قال مولانا الصادق للمفضل بن عمر:
يا مفضل إن ظهور الأزل بين خلقه عجيب لا يعلم ذلك إلا عالم خبير، وإن الذات لا
يقال لها نور لأنها منيرة كل نور وإن المولى لما شاء أن يُعرّف نفسه من شاء من
خلقه ، أشرق من نور ذاته نوراً شعشعانياً لا تثبت له الأنوار غير بائن منه، وأظهر
المؤمن هو ذلك الشخص الذي صدق المعجزات والكرامات الإلهية اللآمتناهية في نفسه وكينونة سره.
جاء في الحديث القدسي :
(عبدي أطعني تكن مثلي، تقل للشيء كن فيكون).
المؤمن أطاع ربه في التوحيد فجعله مثله.
عن المفضل ابن عمر قال : كنت بحضرة مولانا جعفر الصادق ( منه النور ) وجماعة من أهل المراتب فسألناه : ما يكون من المؤمن إذا بلغ نهاية صفائه ؟ فقال ( منه النور ) : يعود إلى مصمدانية الباري وخدمته ومحبته . فقلنا : ويكون له صمدانية يفتق منها فتقا ويخلق خلقا ، ويرزق رزقا ويبدي دنيا مثل هذه ، ويبسط من نوره عالما ليتم إرادته ، ويكون بدؤهم منه ومعادهم إليه ،ويكون له بدا ومشيئة . فقلنا : يا مولانا له دنيا مثل هذه الدنيا وملك مثل هذا الملك ؟ فقال : أجل وأومأ بيده فكشف عن سبعين دنيا مثل هذه الدنيا سبعين مرة ّ؟ فخررنا لوجوهنا ساجدين. فتلا : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون. فرفعنا رؤوسنا . فقال : يا مفضل أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه.
ملحوظة في غاية الأهمية :
إذا كنت أيها الأخ الروحاني لم تصل بعد إلى أصحاب المراتب الإلهية فلا تنكر هذا الحديث فلعلك ستصدق به عندما تكون في مرتبتهم.
((كلا بلْ ران على قُلُوبِهِمْ ما كانوا يَكسِبُونَ، كلا إنهم عَنْ ربّهم يَومِئذٍ لَمَحْجُوِبُونَ ))
( المطففين14 ) .
معرفة النقطة هي نفسها معرفة صورة الوجود هي نفسها معرفة الرب هي نفسها معرفة النفس.
الكل يقول الله بكيفيات متفاوتة في الشدة فلا توجد كلمة غيرها في الوجود.
الكل ينطق الله أدرك ذلك أو لم يدركه.
الاقتراب من محور ونقطة الوجود وصورته الصورة الأنزعية هي نفسها الاقتراب من عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
الاقتراب الشديد من نقطة وصورة ومحور الوجود هي من جعلت المفضل وجابر وسلمان وشعيب يرون الرب ماثلا أمامهم في صورة أنزعية ظاهرها البشرية وباطنها المعنوية والنورانية.
أهل الاعتقاد من جميع الفرق والديانات والمذاهب كلهم يرون الرب نورا لا يرى لأنهم بعيدون عن محور الوجود وصورته الصورة الأنزعية.
لا ير الرب إلا من دخل مجال رؤيته ومجال رؤيته هو محال معرفته ومحال معرفته هو الإقرار والتسليم.
أصحاب القرية مؤمنون بالرحمان ، وفي نفس الوقت غير مؤمنون بالمرسلين الثلاثة .
المرسلون الثلاثة يعتبرهم أهل القرية بشر مثلهم.
من هم أهل القرية المؤمنون بالرحمان والغير المؤمنون بالثلاثة المرسلون ؟؟
وكيف ضلوا في معرفة أن الثلاثة داخلون في نظام الرحمان وليس خارجون منه ؟
بعد تدبر طويل في هذه الآيات أتضح لي أن أهل القرية هم أهل الاعتقاد جميعا من جميع الأديان لأن أهل الاعتقاد هم من يعتقد انفصال الصورة البشرية عن اللآهوت والغيب ، لهذا قالوا بشر مثلنا .
فعززنا بثالث فالمسألة فيها عزة فمن آمن بهؤلاء الرسل الثلاثة المرسلة من طرف رب العالمين سوف يدخل في سر قويم وعزيز جدا.
فمن هؤلاء الأثنين و المعززة بالثالث ؟؟؟
سوف أكشف السر الآن انتظروا ؟؟؟
أهل القرية ليسوا كافرين بالرحمان إنهم المقصرة لأنهم ليسوا فاهمين مسألة ظهور الإله بالبشرية لهذا قالوا بشر مثلنا.
لا يمكن أن يستقيم الفهم إلا بالايمان بالثلاثة :
المعنى
الاسم
الباب.
وفهمناها سليمان .
الفهم لا يستقيم إلا بهؤلاء الثلاثة التي كفرت بها أهل القرية يعني المقصرة.