(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).
في آخر الزمان سترفع الأديان والمذاهب من الأرض ولا يبقى إلا الدين الخالص المصفى .
فما حكاية هذا الدين الخالص المصفى ؟
الدين الخالص المصفى هو دين المعرفة ، فمن عرف الله سيرقى في الأسباب الإلهية بمعرفتة للباب ، ومن جهل الله سيبقى في دين التقليد والاتباع والابتداع والطوائف والفرق والديانات حتى يعرف الله.
الماء النازل في الإناء يتلون بلونه .
الدين الخالص المصفى هو خليفة الله في أرضه من عرفه حق المعرفة دخل في سره وحزبه ونوره وحقيقته وحبه.
خلاصة الأديان والمذاهب والفرق الظاهرية والباطنية هم 313 رجلا عبر تاريخ الأديان والإنسان ، فهم وحدهم من يعرفون سر السر المكنون في النقطة الفيضية الإلهية وهم وحدهم من يعرفون أنهم يعرفون.
لا يعبد الله على حقيقته وحقيقة عبوديته إلا من عرفه حق المعرفة.
الغير العارف هو مشتبه والمشتبه هو شاك مرتاب.
الخروج من الاشتباه إلى اليقين الذي يطابق الواقع والحقيقة يتطلب من العبد جهادا خاصا على مستوى الفهم والوعي والإدراك.
الفهم 10 درجات.
الوعي 9 درجات
الإدراك 19 درجة .
من تحقق بالفهم والوعي والإدراك سوف يرى الأشياء على حقيقتها.
التطهر من العقائد الفاسدة لأصحاب الرأي والقياس في دين الله ليس أمرا سهلا على الإطلاق، فتذكر العهد الإلهي الأول في عالم الذر يتطلب مسلكا عرفانيا إلهيا خاصا في غاية الدقة والميزان والمزاج.
يا مفضل : ((علمنا صعب مستصعب، وسرنا وعر بعيد على اللسان أن يترجم عنه إلا تلويحا، وما يعرف شيعتنا إلا بحسب درايتهم لنا ومعرفتهم بنا ، وسحقا لمن يروي ما لا يدري ويقصد ما لا يبصر ويصبح في عقل ولا يصبح في لب ، وذلك أن القرآن نزل على معنى إياك أعني وأسمعي يا جارة.)).
يروي ما لا يدري تراه يتكلم عن الصراط المستقيم وهو ما زال يقرأ (( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ)) ولا يقرأ (( هَذَا صِرَاطُ عَلَيِِّ مُسْتَقِيمٌ)).
يقصد ما لا يبصر (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة .
يصبح في عقل ولا يصبح في لب يعني يصبح في كامل قواه العقلية ولا يتفكربها ليصل إلى منبع النور اللب.
القرآن نزل جامعا التوراة والأنجيل والزبور ، فالذين سيرون الله جهرة والذين سيدخلون ملكوت السماوات والأرض هم أصحاب الهادي منه النور في آخر الزمان وليس أصحاب موسى ولا أصحاب عيسى ، فالقرآن يعني هنا بأفضلية بني اسرائيل قوم في آخر الزمان سيعبدون الله باللب والفهم والوعي والإدراك.
كل من يعبد الله بلب وفهم ووعي وادراك سيكون في الخيرية والوسطية* والأفضلية ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
* الأمة الوسط ما جسدت المعاني الغيبية والأشخاص النورانية ، وما جحدت الصور الشرعية للأشخاص النورانية والمعاني الغيبية. فكيف سوف تفهمون ؟؟؟؟؟؟.
فالذين اتبعوا العلاقات التجريدية الرياضية في علم الفلك والفيزياء ضلوا ضلالا بعيدا من حيث يعتقدون أنهم في قمة الوعي فالذي يجرد الحقائق البسيطة ويدخل تفكيره في المجرد لا يستطيع الرجوع للبسيط وهذا ما جعل الكثير من الناس لا تدرك سطحية الأرض ، لأنهم أدخلوا البسيط في التجريد فضاعت عليهم الحقيقة.
الحاكم الآمر العادل هو شخص القرآن ، فهو الفاتح لما استبطن واستخفي عن الناس جميعا.
فعندما تسير الجبال وتقطع الأرض وتكلم الموتى ستفتح أرضنا هذه على أرض سماوية أخرى وبعد زماني آخر ، فمن سيركب معه السفينة سيرى العجائب والغرائب كلها.
الانسان مخلوق إلهي مكنون بين قوسي العجابة والغرابة.
مركبات تسير بسرعة ما فوق سرعة الضوء إنها سرعة الأمر الإلهي فكلما اقتربنا من منبع الأنوار كلها ، كلما زاد وعينا وإدراكنا وتحيرت عقولنا واندهشت واصطلمت بالحقائق الإلهية المكنونة في عصا موسى الحاكمة الآمرة العادلة في كل المنظومة المخلوقة ، إنها عصا مولانا صاحب العصر والزمان منه ألف نور وتحية وسلام ومحبة وإخلاص.
البداية هي نفسها النهاية وهكذا نتحقق يقينا أننا نعيش في دائرة وجودية محكمة،أصل بدايتها هو نفسه أصل نهايتها.
لا يمكن على الإطلاق الدخول في الدائرة الوجودية والتحقق بها إلا إذا عرفت مركزها والذي هونفسه القائل سلام الله عليه (( إن لم تعلم من أين جئت؟ لم تعلم إلى أين تذهب ؟)
في علم الهندسة لا توجد دائرة بلا مركز .
مركز الدائرة الوجودية هو المولى المعبود لأنه هو مؤزل الأزل ( الحسين منه النور )) ومعيد الأبد من غيبته ((المهدي منه النور )).
مؤزل الأزل هو نفسه معيد الأبد من غيبته.
طرفي الزمان هما الأزل والأبد والمتحكم فيهما هو المولى المعبود.
بكل بساطة الدخول في مركز الوجود النقطة الأولى التي سبقت في وجودها كل بداية هو الأمر الوجودي الذي سيمكن لكل مخلوق واعي ومدرك حقيقه وجوده.
بين المشيئة العظمى والإدرادة العليا يوجد مركز سابق ومتحكم منه يكون البداء ومنه يكون الحكم والختم والفعل الخفي.
المشيئة هي أول شيء خلقه الله فمن لم يعرف الحسين منه النور لا يمكنه الدخول في حقيقتها.
الإرادة العليا هي مولانا المهدي منه النور وهي أيضا نهاية الزمان ، فالذي لا يعرف المشيئة ( الحسين منه النور ) بداية الزمان لا يمكنه أن يعرف الإرادة العليا نهاية الزمان مولانا المهدي منه السلام .
لن يؤمن به أهل الشمال الواقعون في عبادة الخيال الواقع بين الواقع والحقيقة ، إنه الدعوة إلى المولى في الإيمان بالصورة المرئية والإذعان لها بالعبودية.
في هذه الدعوة بالضبط سيتحقق المؤمنون بالأفضلية والوسطية والخيرية تلكم الصفات ،التي فقدت في جميع الطوائف والفرق والأديان عبر تاريخ الإنسان على مسرح الأرض المسطحة.
الشخص النوراني الوحيد والأوحد الجامع في ذاته المقدسة الحقيقة والخليقة هو النجم الثاقب القادم من ديوان غاية الغايات ، وجه إله الحقيقة والخليقة .
وجه إله الحقيقة والخليقة هو باطن قبة الزمان في آخر الزمان.
إنه الإنسان الحقيقي الأكاشي السماوي النجمي الباطن الظاهر المختلف عليه الأديان والمذاهب والفرق والأشخاص الروحانية عبر تاريخ الإنسانية المليئ بالجروح والتجارب والحروب والأساطير المؤسسة للخيال والخرافات الأرضية.
قال نبي الله بقراط: (( سألت القاهر عن روح الهيولى متى يظهر في سماء الدنيا كصورة مرئية؟! قال:
يظهر في باطن الغاية ويبطن قبة الزمان حين ينادي البرق الخاطف باسمه الجبار ولا يسمع النداء الا من فتح باب السماء الصفراء ..؟! قلت :
متى يكشف عن حجاب رؤيته وكم يصحب معه حين يظهر كصورة مرئية ..؟! قال:
يصحب معه ست وستون اسما ، منهم سبعة أرواح موصولة بهياكل النجوم؟! فينزل ليدخل بيت إنيل والذي بناه له اسرافيل من تراب الجنة ..؟! حينها يسجد له من كشف الحجاب عنه واتبع أسباب القدرة وفاضت عليه النقطة.))
انتهت الرواية
مفجر أنوار الحقيقة الإلهية في سماء قبة الخليقة هو روح الهيولى الجامع لأسرار الحقيقة والخليقة معا ، منغم الأذواق، مبشر البشارات الغيبية ، مطهر الخيال من الأصنام البشرية ، جامع الشتات ، قاسم الفريقين ، ميزان العدل ، سفينة الغيب والأبد.
في آخر الزمان الكل سوف يشرب من هذه الأنهار الثلاثة إلا 313 شخصا الهيا .
الخيرية والوسطية والأفضلية ، كلها محاسن ستجمعها الأمة المعدودة في 313 شخصا إليها.
أتى رجل فارسي الى مولانا الصادق ( منه السلام) فساله عن الصعب المستصعب . فقال له مولانا : تسال عن الصعب المستصعب فينا او فيكم ؟ فقال : نعم كليهما . قال : الصعب الإقرار في الصورة المرئية والمستصعب الإذعان لها بالعبودية وأنها الغاية الكلية ونفي عما شاهدته العيون البشرية . وأما الصعب المستصعب فيكم فلا تنكر من رأيته من عالم التذكير لأن لنا أولياء في صورة الأعداء وأعداء في صورة الأولياء المصدر : كتاب مجمع الاخبار